الأحد 24 شوال 1431هـ - 03 أكتوبر 2010م | |||||||
أكدت أنها مهددة بالانقراض جمعية في تونس "تكرِّم الحمير" وتدعو إلى المحافظة عليها | |||||||
|
تونس - أمال الهلالي
أعلنت جمعية تونسية خلال نشاطها السنوي تحت شعار "عملية المحافظة على الحمير" التزامها بالدفاع عن "كرامة الحمار"، ومقاومة كل أشكال العنصرية والتعذيب الممارسة ضده من طرف البشر، ورد الاعتبار لخصوصيته كونه من أكثر الحيوانات خدمة لصاحبها، وتحملاً لعناء الأثقال، رغم مكافأته في غالب الأحيان بالجحود والإهانة.
وأكد صاحب المبادرة ومؤسس جمعية نادي الحفاظ على الثروة الحيوانية والنباتية للمتوسط التي يقع مقرها في جهة "قليبية" التابعة لمحافظة نابل (150 كم شمال شرق العاصمة التونسية) الدكتور البيطري أديب صمود خلال حديثه لـ "العربية.نت" أن جمعيته تنشط منذ خمس سنوات بهدف الدعوة للإحساس بين القرويين ومالكي الحمير بضرورة المحافظة عليها، والاعتناء بها. وتنضوي هذه الجمعية ضمن الجمعية الأم للثقافة والفنون المتوسطية.
وحذر دكتور صمود بالمقابل من خطر انقراض الحمير في تونس، وفي البلدان المتوسطية عموماً، مضيفاً أنه من بين 100 حمار وقعت معاينة وتلقيح واحد أو اثنان تبلغ أعمارهما أقل من 4 سنوات.
وأرجع ذلك لفقدان هذا الحيوان لأهميته كدابة تستعمل في التنقل، وجلب الماء، وحمل البضائع، والاستعاضة عنه بوسائل نقل أخرى كالدراجات النارية والشاحنات.
كما عزى خطر انقراض الحمير إلى الإقبال المفرط على استهلاك لحوم الحمير عند سكان المتوسط، حيث بلغ سعر الكيلوغرام الواحد في إيطاليا 45 يورو، نظراً لقيمته الصحية والغذائية العالية، وخلوه من الكوليستيرول، على حد قوله.
وأضاف أن 90% من لحوم الخيول التي تباع في تونس هي بالأساس لحوم حمير، رغم استهجان الكثيرين لها في الموروث الثقافي المتداول.
فضلاً على حرص الشركات المختصة في صناعة مواد التجميل بأوروبا على شراء "حليب الحمير"، مبرراً ذلك بقيمته الصحية، واحتوائه على فيتامينات للعناية بالبشرة والجلد.
وأكد الدكتور صمود على دور الحمار الفعال في المحافظة على النظام الإيكولوجي؛ حيث لا يقتصر نشاطه على حمل السلع والأشخاص، بل يتعداها إلى إحداث توزان في الحياة البرية.
الدكتور صمود أوضح أن نشاط هذه الجمعية قوبل في بداية الأمر باستهجان وسخرية القرويين ومالكي الحمير في منطقة "قليبية" الزراعية والقرى المجاورة لها، ولكن أمام إصرار وعزم فريق البياطرة، ونخبة من الشباب المتطوع، والذي آمن بنبل الحملة التي تهدف للمحافظة على الحمير وإنقاذها، جعل من هذه التظاهرة تقليداً سنوياً في هذه المنطقة، حيث يقع القيام بحملات طبية لتلقيح الحمير بمضاد لإنفلونزا الخيول والـ"تيتانوس"، ولقاحات أخرى ضد "الكلب"، والحشرات العالقة من القمل والبرغوث.
وسعياً منها لتوسيع الرقعة الجغرافية لعملها، أقامت الجمعية مؤخراً نشاطاً تحسسياً طبياً في سبتمبر (تشرين الأول) الماضي في جزيرة" قرقنة " التابعة لمحافظة صفاقس (270 كم جنوب شرق العاصمة) اكتسى طابعاً ثقافياً وفنياً، من خلال إشراك الأطفال والعائلات القروية بالمنطقة على القيام بورشات تصوير، وعرض أفلام وثائقية، وعروض موسيقية، تدور في صلب "الحمار وعلاقته الوطيدة بالإنسان".
ولم يُخف دكتور أديب صمود صاحب هذه المباردة خشيته من أن يتحول الحمار الأليف في المستقبل، إلى حيوان تشاهده الأجيال القادمة في حديقة الحيوانات، على غرار الحمار الوحشي خاصة، أمام تعقد خصوصيته الجينية، وقصر معدل عمره على 40 سنة على أقصى تقدير، ونفور التونسيين منه، والإقبال أكثر على استعمال البغال والأحصنة.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire